Admin Admin
الساعة الان :
عدد المساهمات : 121
تاريخ التسجيل : 08/04/2011 العمر : 31 الموقع : المغرب
| موضوع: أخطر أدوار الإعلام العربي الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:15 am | |
| من القضايا الشائعة في المنتديات العربية، وتكاد تكون مادة أساسية تركز عليها كل النقاشات، قضية حرية الإعلام في العالم العربي، وكثيراً ما يُتفق في حيثيات هذا النقاش على تحميل الأنظمة العربية مسؤولية تراجع حال الإعلام العربي بسبب تقييد الحريات والرقابة على وسائل الإعلام. في العالم العربي، كما في باقي دول العالم، هناك نوعان من الإعلام: الإعلام الرسمي الممول من الحكومة، والإعلام الخاص الذي يسمى إعلاماً معارضاً أو حراً أو الإعلام المستقل. وفي الحقيقة أن كلا النوعين لا يمثل أي شعب عربي يتحدث باسمه أو يزعم أنه يعبر عنه، وهذا هو وجه الاختلاف بين الإعلام العربي وبين ما سواه من إعلام، سواء في الغرب أو الشرق، ولا يمكن بالتالي لأي مراقب محايد ومنصف أن يستعين بإحدى وسائل الإعلام العربية لقياس اتجاهات الرأي العام في هذا البلد العربي أو ذاك. البعض يعتقد أن هناك إعلاماً عربياً موضوعياً أو محايداً وأنه قد بلغ من الشهرة نهايتها، في إقليمه على الأقل. لكن هذه مقولة مضللة وغير واقعية؛ فالحاصل أن الفضائيات العربية ذات الصيت انتشرت ليس لمقومات نجاح ذاتية فيها بقدر ما يعود السبب إلى الفراغ العربي الخالي تماماً من أي إعلام مهني محترف. والنتيجة أن أي إعلام يقدم قدراً ولو ضئيلا من المهنية أو الاحتراف سيجد الفرصة مواتية تماماً للانتشار على حساب الفضائيات الفاشلة. في الدول العربية هناك إعلام ذو ثقل مالي كبير، وهو إعلام حكومي، والعاملون فيه "موظفون" في الحكومة، وهي تمنحهم مكافآت مالية كبيرة، وعادة ما تعاملهم كأنهم جزء من نظامها، وطبعاً مثل هؤلاء، وبهذه الوضعية، هم أقرب إلى أن يكونوا جزءاً من السلطة وبالتالي لا يمكنهم انتقاد الوضع، وإذا تجرؤوا وشذوا عن القاعدة، فإنهم إنما يفعلون ذلك ضمن قواعد لعبة متفق عليها، لتجميل النظام والإيهام بوجود حريات ليس أكثر. ويعمل هذا النوع من الإعلام على قاعدة حصر الوطنية والولاء والانتماء على من يشاء ومن يتوسم فيه المواطنة الصالحة، بحسب المقاييس التي ترضي الأنظمة. أما الإعلام المقابل للإعلام الحكومي فمن الصعب أن نقول إنه إعلام معارض، بمعناه التقليدي المفهوم في الغرب والشرق، بل هو إعلام باهت لا لون له ولا طعم، على اعتبار أن بعض وسائله تعمل لمصلحة الأنظمة الحاكمة وتدافع عنها بشكل غير مباشر. بل إن بعض القنوات الفضائية العربية تمول من جانب رجال أعمال، وتنظر إليها حكومة الدولة التي تنتمي إليها باعتبارها أداة من أدواتها لتقديم صورة براقة عن الحريات الزائفة إلى الخارج. هذا الدور يعتبر من أخطر الأدوار التي يمكن أن يلعبها الإعلام؛ كونه يخدع الجمهور ويضلله باسم التعبير عنه، في حين أنه فقط ينفِّس عن موجات الغضب وشحنات الضيق التي تعتمل في صدره، مقدماً بذلك خدمة مدفوعة مقدماً لمصلحة النظام السياسي. *أما الصحف العربية التي تدعي معارضة الحكومات فهي في الوقت نفسه تقبل التمويل من أنظمة ودول إقليمية تسعى لتوسيع نفوذها السياسي ونشر مذهبها الديني، فهل يمكننا إدراج سلوك مثل هذه الصحف ضمن الحريات الإعلامية؟! إن تدني مستوى الحريات في الإعلام العربي ليس كله بسبب القيود الرسمية المفروضة عليه فقط، بل أيضاً بسبب غياب المهنية والموضوعية لدى شريحة عريضة من القائمين عليه، فالإعلام العربي مستباح للجميع، والكل يستطيع أن يمتلك فضائية يتحدث فيها ويستقدم إليها من يريد ويرفض من لا يريد. والخاسر الوحيد في هذا الصراع الوهمي هم ملايين العرب ممن غرر بهم، فالتبس عليهم الغث بالسمين، وتاهت عنهم الحقائق ولعبت بعقولهم وسائل الإعلام
|
| |
|